الأحد، 20 مارس 2011

"المخلوق" الذي أنجبه الكومبيوتر والحدود بين الحياة واللاحياة


لم يكن ما سمعناه وشاهدناه من أفلام الخيال العلمي، بل نتاج تجارب علمية استغرقت عقدا من الزمن أفرزت "كائنا" مجهريا هو خلية أحادية تحمل برمجية وراثية تم تركيبها، كاملة، في المختبر.


صور ة مركبة لخلايا المايكوبلازما الأصلية والمصنعة
واعتبر ذلك بمثابة أعلان عن ولادة "الخلية الحية المصنعة" ضمن مشروع علمي تولاه معهد كريغ فنتر في ولاية ميريلاند الأمريكية.

وفنتر (63 عاما) من الباحثين الرواد على الجينوم البشري (الخريطة الوراثية). ويعتبر من العلماء المثيرين للجدل، ويشتهر بوضعه مختصرا لفك شفرة الجينوم قبل عشر سنوات. ويعرف أيضا بكتابه "حياة غير مشفرة" وهو سيرة ذاتية له.

لكن الصحافة الغربية أجمعت تقريبا على إضافة عناصر أخرى للتعريف به، بينها أنه يملك ثروة تقدر بملايين الدولارات وكان من المشاركين في حرب فيتنام، بل وتزيد أنه مبدع أيضا في مجال الترويج لأعماله وعقد صفقات لتمويلها مثل اتفاقه مع شركة أكسون موبيل النفطية باستثمار نحو 600 مليون دولار في أبحاثه.

ما توصل إليه كريغ وفريقه المؤلف من 24 عضوا، بلا شك، إنجاز علمي كبير أحدث صدى واسعا، شأنه شأن عمليات الاستنساخ ووضع خريطة الجينات وغيرها.

التقنية العلمية التي أعلن عنها هي تصنيع خلية حية، بواسطة حقن مادة وراثية عبارة عن سلسلة قصيرة من الحامض النووي "دي أن أيه" الى داخل ميكروب (من نوع مايكوبلازما) فرغ من مادته الوراثية. والخلية المنتجة بدت مشابهة تماما للخلية الطبيعية. كما أنها دخلت أيضا في دور الانشطار الحيوي وانقسمت مليارات المرات، منتجة نسخا تتحكم فيها البرمجية المصنعة التي أدخلت للخلية الأم.

"مخلوق انجبه الكومبيوتر"
سلسلة الـ "دي أن أيه" التي أدخلت الى الخلية محمولة على كروموسوم مصنع، تم تركيب شفرتها كاملة على الكومبيوتر. ولذلك قال فنتر، لدى إعلانه عن التقنية الجديدة، إن هذا "أول مخلوق انجبه الكومبيوتر".

وكما جرت العادة، تعددت المواقف من هذه التقنية الجديدة فهناك من يراها نقطة تحول في سيرورة علم الجينات وأهم خطوة في أبحاث الجينوم، وهناك من يعتبرها تدخلا في هرمونية الطبيعة، بل أن فريقا ثالثا يعتبر أن تصنيع الحياة يشكل خطرا على الحياة ذاتها.

التساؤلات التي تدور حاليا تشمل جوانب علمية وفلسفية واجتماعية، وبما أن بحوثا كثيرة جرت في هذا المجال وفي بلدان مختلفة، يتبادر للذهن سؤال عن ماهية ميزة هذه التقنية التي توصل إليها معهد كريغ فنتر في ميريلاند الأمريكية.

قال لي الدكتور محمد الربيعي وهو بروفيسور في التكنولوجيا الطبية في يونفرسيتي كوليدج - دبلن، انه بالرغم من ان هذا الانجاز "يمثل تقدما ملحوظا في مجال هندسة الخلايا، إذ انه اثبت، للمرة الأولى، امكانية السيطرة على نشاط الخلايا من قبل جينوم اصطناعي. الا ان هذا ليس الانجاز الأول في ميدان انتاج خلايا اصطناعية".

ويوضح الربيعي أنه جرى في السابق "انتاج كروموسومات اصطناعية وخلايا تصنّع الهيموغلوبين كبديل لخلايا الدم الحمراء إضافة إلى فيروسات البوليو (شلل الأطفال)".

لكنه يؤكد على ان هذا العمل العلمي "سيمهد الطريق نحو إنتاج خلايا تعمل وفق ما يريده العلماء" لاستخدامها في أغراض مختلفة.

ويعتبر الدكتور حسن عبدالرزاق، الباحث في إمبريال كوليدج في لندن، أثناء رده على السؤال ذاته، ان هذا الانجاز يعتبر "تقدما تقنيا كبيرا، فقد طور كريغ تقنية لإنتاج سلسلة قصيرة نسبيا من حامض دي أن أيه النووي وربطها بجزيئة أطول مستخدما خلايا الخمائر كمصنع للتجميع من أجل تخليق جينوم لخلية البكتريا. ومن ثم حقنها في ميكروب طبيعي".

غير أنه يرى ان فنتر "بالغ في أهمية النتائج التي توصل إليها"، متفقا مع الدكتور محمد الربيعي في أن "فرقا علمية أخرى تمكنت أصلا من انتاج ميكروبات محورة وراثيا كهذه، وان هناك دراسات أخرى لا تقل شأنا".

كريغ فنتر وبيل غيتس
أما إذا كان من شأن منهج عمل فنتر أن يقدم ميزة أكبر مقارنة بالأبحاث التي زامنته أو سبقته، فيقول الدكتور عبد الرزاق أن "هذا أمر لم يتضح بعد".

لكن، لماذا استحوذ الاعلان عن هذه التقنية على هذا الاهتمام؟ يرى الدكتور عبدالرزاق ان القائم على هذه التقنية، الدكتور فنتر، "يتمتع بقدرة فائقة على الترويج لنفسه على غرار بيل غيتس (مؤسس مايكروسوفت)، فضلا عن أن الفرصة واتته ليجد تمويلا كافيا للمضي قدما ببحثه بالرغم من وجود دراسات أخرى لا تقل شأنا".

ويضيف: "أن تكون على صواب ليس كافيا لضمان النجاح كما يثبت تاريخ العلوم والتكنولوجيا... تحتاج دائما إلى أن تكون قادرا على تدبير التمويل اللازم!".

الأهداف العملية
إذن، الهدف من التجارب التي أجراها فريق فنتر العلمي هو توليد أحياء مجهرية (ميكروبات) جديدة يتحكم فيها الجينوم المصنع، ويمكن استخدامها لإنتاج أنواع جديدة من الأدوية واللقاحات وتنقية البيئة من المواد الضارة وانتاج أنواع جديدة من الوقود (وهو الجزء الذي تموله أكسون)، وذلك عن طريق إجراءات تحويرات في بنية البكتريا الموجودة في الطبيعة أصلا .

وبالتالي يمكن لهذه التقنية إذا تم تطويرها أن تساعد على معالجة مشاكل محددة مثل انتاج لقاحات الانفلونزا بطريقة فعالة وسريعة لا تسمح بها التقنيات السائدة حاليا.

لكن السؤال الذي يشغل بال الجميع: هل نحن أمام عتبة جديدة من العلم توفر تطبيقات لتقديم خدمات كبرى البشرية؟ أم ان من شأن ذلك، كما يخشى البعض، ان يفتح المجال للانتقال من تصنيع المادة الوراثية للخلية البسيطة الأحادية الى التدخل في كائنات أكبر تعقيدا؟ وهو الأمر الذي تحذر منه أوساط مهتمة بالجانب الأخلاقي للبحث العلمي وتجمعات أخرى دينية واجتماعية.

يوضح الدكتور عبدالرزاق هذه النقطة بالقول إن التنبؤ بالتطبيقات العملية لهذه التقنية الجديدة "ليس هيناً في هذه المرحلة. وعلى كل حال فإن الميزتين الرئيسيتين لهذا العمل العلمي مقارنة بالتقنيات المنافسة هما السرعة والكفاءة".

ويشير الدكتور الربيعي الى ان هذا الانجاز "لم يصل الى حد تصنيع خلية كاملة" لذا فانه في المستقبل اذا صار بالإمكان صنع خلية كاملة فان ذلك "سيفتح الافاق نحو انتاج خلايا بخصائص بيولوجية معينة لحل مشاكل عديدة في الطب بينها صناعة مواد طبية معينة كالامصال او مواد الطاقة البيولوجية".

أما عن احتمال تصنيع كائنات أكثر تعقيدا فإن التكنولوجيا "ليست متطورة بما يتيح ذلك، حسب الدكتور عبدالرزاق، الذي يضيف قائلا إنه "لا يوجد سبب مقنع لتصنيع كائن معقد بهذا الأسلوب. إذ أن إدخال تحويرات وراثية على حيوانات أو نباتات قائمة أسهل بكثير من تخليقها من العدم".

الحدود بين الحياة واللاحياة
وهل أن هذا الفريق العلمي أنتج الحياة من اللاحياة؟ "طبعا لا" يقول الدكتور محمد الربيعي، اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان ما قدمته هذه التقنية "هو مجرد تخطي حشر جينات معدودة كما هو المعتاد الى حشر كل الجينات في الخلية البكتيرية".

ويرد الربيعي على تساؤلنا: ما هي الحدود بين الحياة واللاحياة؟ بأنه "لا يمكن ان يكون الفاصل الجينات فقط". وقد تكون الخطوة الحاسمة "صناعة خلية جديدة بفعاليات حيوية جديدة". ويعتقد أن التطبيقات العملية المحتملة لهذه الخطوة ربما تكون "انتاج مواد طبية جديدة ومواد بيولوجية مهمة في الصناعة والطب".


خلايا مصبوغة من المايكوبلازما التي استخدمها فنتر
وينفي الدكتور حسن عبدالرزاق، هو الآخر، أن يكون هذا الفريق العلمي قد خلق حياة من العدم. ويؤكد قائلا: "مرة أخرى، بالغ فنتر في ما أنتج. فبالرغم من أن جينوم البكتريا ولد اصطناعيا في المختبر، فإن ذلك الجينوم تطلب أن يركب في خلايا الخميرة الحية وأدخل الى نوع آخر مختلف من البكتريا التي أزيل الحامض النووي الخاص بها. وخلية البكتريا المفرغة وفرت جميع البروتينات المطلوبة لقراءة الشفرة الجينية المصنعة".

بكلمة أخرى، يقول الدكتور عبد الرزاق إنه تعين على فنتر وفريقه "استخدام كائنات دقيقة حية ليبث الحياة في الـ دي أن أيه الذي صنّعه".

والقائمون على البحث الذي نشرته مجلة "ساينس" العلمية، أنفسهم، يقولون بوضوح ان التجربة استخدمت ميكروبا موجودا في الطبيعة أصلا كوسط لاحتضان الحامض النووي المنتج في المختبر، أي أن الحامض النووي أو ما يسمى بـ (الجينوم) هو ما أنتج صناعيا. لكن هذه الخلية هي أول شكل من أشكال الحياة تتحكم فيها مادة وراثية اصطناعية. ولخص الفريق الفكرة بالقول انها "حياة جديدة من حياة موجودة".

الخضوع لقوانين الطبيعة
وفضلا عن علامات الاستفهام الفلسفية التي تتعلق بالكون والوجود والتساؤلات الأخلاقية عن مدى حدود البحث العلمي التي أثارها اعلان التقنية الجديدة التي وصفت بـ "الحياة الاصطناعية"، هناك من يطرح مخاوف من مثل هذه الأبحاث خصوصا التساؤل عما إذا كانت الخلايا الجرثومية المصنعة تخضع لقوانين الطبيعة أم تنفلت منها. وكذلك ثمة خشية من توظيفها، في يوم ما، لإنتاج أسلحة بايولوجية تستخدمها الجيوش أو قوى التطرف المنفلتة.

وتعتقد الدكتورة هيلين والس من مؤسسة "جين ووتش" البريطانية المسؤولة عن مراقبة تطور التقنيات الوراثية ان "اطلاق أنواع جديدة من الأحياء الدقيقة الى المحيط قد يشكل خطرا أكبر من المنافع المرجوة منه".

وتشير الى أن مثل هذه الأحياء ربما تضيف "تعقيدات على تلوث البيئة".

لكن غريغ فنتر، الذي يتوقع البعض ان تكون بانتظاره جائزة نوبل، ينفي في تصريحاته الإعلامية ردا على المخاوف التي أطلقها البعض، ان يشكل الكائن الذي أوجده سلاحا "لإرهاب بايولوجي". بل انه يؤكد على أن من التطبيقات الوشيكة له انتاج لقاح للانفلونزا باستخدام هذه التقنية الجديدة.

غير أن الابواب تظل مشرعة أمام الكثير من التساؤلات المشروعة، إذا لا شك ان الفوائد وراء التقنيات الجينية كبيرة مثلما هي مخاطرها الكامنة.

الخميس، 6 يناير 2011

بحث كامل ينفي كذبة نهاية العالم في 2012 م




مواكبة الإنسان للتكنولوجيا الحديثة قد تُحدث فجوة كبيرة جداً في عقول الكثير من الناس ، إذ يستغل الكثير من ضعاف النفوس هذا العامل و يبدؤوا بترويج عدّة أكاذيب ليمّرروا أفكارهم و يجنوا من وراءها الكثير من الأموال ، كإصدار رواية مثلاً أو فيلم و ما شابه ذلك ليُشبعوا فضول الإنسان الفطري ، و لهذا سوف أمّرر لكم من خلال هذا البحث الصغير النفي التام لإشاعة تناولتها الكثير من المواقع الأجنبية قبل العربية ، و أصبحنا نخاف من وقوعها رغم إيماننا التام بقضاء الله و قدره و هو أمر نهاية العالم و ارتطام كوكب الأرض بجسم آخر يُدعى ( Nibiru ) ، حيث حدّدت مصادرهم أن العالم الكبير الجميل سينتهي بكل ما فيه في تاريخ 21-12-2012م ، هم وصلوا إلى هذا التاريخ من خلال حسابات نشرها بعض العلماء بشكل افتراضي و بذات الوقت استعانوا بدجّالين كبار على الساحة الأوروبية و يأتي بمقدمتهم الدجّال الكبير نوستراداموس صاحب الرباعيات الشهيرة و الذي تنبئ بنهاية العالم في هذا التاريخ حين قال : سيسقط مجسم كبير فوق رؤوسنا ، و سينتهي العالم في 2012 م .
قام كاتب الموضوع بمراسلة وكالة ناسا حول الموضوع ( بإمكانك مراسلتهم من هنا ) ، و وجد منهم رد تفصيلي بعدّة روابط حول هذا الأمر ، و سيحاول كاتب المقال أن يقوم بشرح أبرز ما جاء في ردهم بعدّة نقاط ليسهل وصول المعلومة بالشكل اليسير للقارئ .


Stories about the fictional planet Nibiru and predictions of doomsday in December 2012 have blossomed on the Internet. There are now (June 2009) more than 175 books listed on Amazon.com dealing with the 2012 doomsday. As this hoax spreads .


يتحدث العلماء حول هذا الموضوع و يجزموا بأن كوكب نيبارو مجّرد إشاعة لا أساس لها و تمّ تداولها في الإنترنت بشكل كبير ، و تمّ إصدار عدّة كتب تصل إلى 175 كتاب تُباع على موقع البيع الشهير أمازون ، تلك الكتب تتحدث و بإسهاب حول التاريخ الشهير لنهاية العالم و قمت شخصياً بالإطلاع على مقتطفات بعضاً منها ، إذ يقوم العلماء الفيزيائيين بوضع افتراضات رقمية حول هذا الكوكب و كيف سيقوم بغزو مدار مجرة درب التبانة ، إن نظرنا للأمر كمنطق ، سنجد أن أغلب كتبهم مبنية على الاستنتاج و الخيال لما قد يحدث بلغة الأرقام فقط .


- بداية الإشاعة .



بدأت هذه الإشاعة عند مُؤلف كتاب The Twelfth Planet و الذي صدر في عام 1976 م للكاتب Zecharia Sitchin و الذي قام بترجمة إدعاءات حضارة Sumerians في وصف خصائص هذا الكوكب ، كأن يدور حول الشمس في كل 3600 عام و عدة أمور أخرى مذكورة في قصته ancient astronauts و التي تحدثت عن حضارة تٌدعى Anunnaki ، هذه الحضارة أتت من الفضاء و قامت بزيارة الأرض في حقبة زمنية معينة . ثم أتت جماعة أخرى تدّعي بقُدسيتها و علمها بأشياء لا يعلمها البشر و ذكرت بأن كوكب الأرض هو الخطر الأول الذي سيُصادف نايبارو ، و قد خمّنوا حينها بأن نهاية العالم سيكون في مايو 2003 م ، و فشلت كل تخميناتهم و بدءوا بوضع التخمين النهائي لحادثة ارتطام الكوكب و ذلك بعد نهاية تقويم baktun و الذي ينص على إكمال دورة كاملة بعد 144 ألف يوم على حضارة Maya (اضغط هنا ) ، حيث يُصادف ذلك اليوم الذي يُكمل فيه كوكب الزهرة المرتبط بحضارة Maya ذات التاريخ الذي يتوقعوا فيه نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012 م .
أتت تسمية Nibiru من روايات تنجيمية بابلية مرتبطة بإسم إله يوناني قديم في يُدعى Marduk ، إذ قام الكاتب Zecharia Sitchin بسرد معلومات حول حضارة Sumerians و التي وصفها بأنها تملك علماً واسعاً في المجال الفلكي ، و أن الإله نايبارو مجّرد خيال أنتجه الكاتب عن تلك الحضارة ولا يوجد دليل حسي علمي يُثبت هذا . و في جهة أخرى نفت وكالة ناسا في عام 1983 م عن ما أُشيع عنها في مجلة Astrophysical بأنها اكتشفت كوكب أو مجّسم بواسطة الأشعة الحمراء في نظامنا الشمسي ، و ذكرت حينها بأنها اكتشفت عدة أشياء من ذلك البحث و لكنها لم تكتشف أي شيء يتعلق بمجسم له القدرات الهائلة كما وُصف نيبارو أو Eris كما أسمته الوكالة !
و تحدث العلماء عن المجّسم Eris و الذي تمّ إيجاده أثناء عملية البحث الذي تمّت في عام 1983 م ، و أن حجم هذا الكوكب أصغر من قمرنا ، و أنه بعيدٌ جداً و في مدارٍ آخر يبعُد أكثر من 4 بليون ميل عنّا ، و أنه لن يسبب أي مشكلة للكرة الأرضية أبداً . و نفت الوكالة أي صورة تتعلق بالكوكب و ذكرت بأنها مجّرد خدع تم تصميمها بالفوتوشوب أو صُور تم التقاطها بعدسات الكاميرات و هدفها الأول هو تخويف الناس لا أكثر ، لأنهم يستمتعون بتخويف الناس على حّد تعبير علماء وكالة ناسا !
و أوضحوا أيضاً أن الحكومة الأمريكية لا يُمكن أن تخبئ خبر نايبارو بحجّة الحفاظ على هدوء الناس و عدم اضطرابهم ، و أنه لا يُمكن أن يتم إخفاء هذا المجسّم في الفضاء و هنالك الملايين من العلماء الفلكيين من جميع أنحاء العالم ! مجسم نيبارو خدعة كبيرة و لا يجب تصديقها إلا من قِبل روّاد هوليود ليُنتجوا أفلاماً أكثر إثارة للعالم !


طرح أحد الأشخاص سُؤالاً : لماذا لا يتم الاعتماد على تقويم Mayan الذي سبق الإدلاء به بأعلى المقال في معرفة نهاية العالم لأنهم عُرف عنهم سابقاً بدقة أصحاب تلك الحضارة بعلومهم الفلكية ؟ و كانت إجابة أحد علماء ناسا متمحورة في أنهم كانوا بارعين و أذكياء في متابعة سير الوقت بتقويمهم و ليس التنبؤ للمستقبل ! و مهما بلغت قدرتهم في تلك الحضارة فإنهم لن يصلوا إلى القدرة التي نمتلكها الآن من مراقبة الأحداث و الوقت و وصفه بأدق الأساليب و الطرق . فأنا حين أرى التاريخ في تقويمي 31 ديسمبر 2009 م ، هذا لا يعني تنبئي بأنه آخر يوم في الحياة مثلاً ! إنه يوم نهاية هذا العام و بداية عامٍ جديد فقط .



ذكر أحد العلماء أن اصطفاف الكواكب على محور واحد و وجود الأرض في منتصف درب التبانة غير صحيح إطلاقاً ، و لن تتأثر الأرض في عام 2012 م بأي انقلاب محوري في قطبيها بسبب هذا الاصطفاف الذي قد تسببه جاذبية دخول نايبارو في محور مجرتنا الشمسية . و ذكر أيضاً بأن القوة المغناطيسية و الإنفجارات الشمسية الطبيعية لا تحدث إلا كل 11 سنة تقريباً ، و أن آخر مرة لحدوث ذلك هو في عام 2001 م ، أيّ يُتوقع حدوثها في عام 2012 م ، و هي غير مضرة أبداً للبشر و أضرارها نادرة ، إذ تتمثل في صُورة انقطاع كهرباء أو مشكلة تُصاحب تردد بعض الموجات بالراديو و ربما مشاكل بالأقمار الصناعية ، لهذا لا يجب أن نخاف من هذا الأمر الطبيعي ولا يجب أيضاً أن نتوقع حدوث انعكاس في قطب الأرض و الذي لا يحدث عادةً إلا كل أربعمائة ألف عام كمُتوسط لعدد السنين .
و كملخص للموضوع ، أكّد العلماء من خلال أبحاثهم أن الهدف الأول في نشر هذه الخدعة هو جني الأموال في هوليود ، و يجب أن لا ننسى أيضاً الكذبة الشهيرة المعروفة بمثلث برمودا و التي نالت على صيت و أصداء واسعة في جميع أنحاء العالم رغم أنها في النهاية كذبة أُنتجت في زمن قديم و كان الغرض منها هو إخافة بعض الجيوش من الوصول لمنطقة معّينة لكي لا يعبروا هذا الحزام المسمى بمثلث برمودا بالقُرب من فلوريدا .
و منذ وقتٍ قريب تمّ عرض فيلم وثائقي بمسمى Nostradamus 2012 ، يتحدث بإسهاب حول نظرة هذا الفرنسي الدجّال لنهاية العالم من خلال تنبؤاته التي تحقق الكثير منها كما يصف متابعيه و محلليه رباعياته ، هل نستطيع أن نقول بأنه أخفق في كذبته هذه و لم تصيب ؟ أم أن ثرثرته هذه قد تُصادف أمور لا نعلمها في ديسمبر 2012 م ليتم نسبها إلى دجله ؟
و في نهاية بحثي ، أتمنى بأن ينظر جميع مستخدمي شبكة الإنترنت للمواضيع المطروحة به بموضوعية و منطق شديد ، فهذه الشبكة تعج بالكثير من الأكاذيب التي يتم استعمالها لأغراض شخصية و ربما لأهداف قذرة لاستدراج بعض الأفكار و رميها في وحل التخلف و الخوف ، و نحن كمسلمون ، يجب علينا أن نؤمن تماماً بأن علم الغيب في يد الله عزّ و جل ، و كذب المنجمون ولو صدقوا .


المصدر




الثلاثاء، 4 يناير 2011

تزاوج البشر مع الحيوانات ما بين الأساطير و الحقائق العلمية و تحريم الأديان‏



منذ آلاف السنين حدثتنا النقوش و اللوحات الحجرية الضخمة في معابد و قصور بعض الحضارات القديمة عن ‏مخلوقات أسطورية خارقة اجتمعت في أجسادها صفات الإنسان والحيوان , مخلوقات خرافية زعم القدماء أن ‏بعضها كان نتاجا لعلاقة جنسية شاذة بين البشر و البهائم. و رغم أن تلك الوحوش المخيفة اقتصر وجودها على ‏عالم الأسطورة و الخرافة إلا أن العلاقة الجنسية بين الإنسان و الحيوان لم تكن كذلك , فقد عرفتها جميع الشعوب ‏‏, لكنها علاقة مسكوت عنها يلفها الصمت و تحيط بها هالة من الغموض , ربما بسبب استهجان الناس لها و كذلك ‏لأن البهائم المسكينة ليس لديها لسان لتشكو به مغتصبيها العقلاء!. و كما كان الإنسان القديم يخاف من الوحوش ‏الخرافية الناتجة عن تلك العلاقة الآثمة , فأن إنسان اليوم المتحضر يشكو نفس الهاجس بعد أن تمكن العلماء من ‏خلق مخلوقات هجينة في المختبر , و من يعلم ماذا سيفعلون في المستقبل ؟.


الجنس .. الجانب المسكوت عنه في العلاقة بين الإنسان و الحيوان


قبل عدة سنوات , حين كنت ادرس في الجامعة , كان لي زميل و صديق من أبناء الأرياف يمتاز بالظرف و خفة الدم. و في احد الأيام , بينما نحن جلوس في نادي كليتنا , حدثني صديقي الريفي ذاك و قد ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجهه عن ممارسته الجنس مع أنثى الحمار في أيام مراهقته , طبعا أنا ضحكت و حسبته يمزح كعادته , لكن ضحكتي تلك سرعان ما تلاشت و حلت محلها علامات الدهشة و التعجب حين أردف صاحبي قائلا بأن ممارسة الجنس مع الحمير و الغنم و الأبقار ليست أمرا عجيبا في الريف وأن العديد من الفتيان المراهقين , و أحيانا الكبار أيضا , يمارسونه سرا أثناء تعاملهم أو رعيهم لحيوانات العائلة بمفردهم. و رغم اشمئزازي من ذاك الحديث إلا أن صاحبي استرسل في كلامه واخذ يزين لي تلك الممارسة الشاذة و يحدثني عن ميزاتها كأنه يتحدث عن فتاة حسناء جميلة و ليس عن بهيمة لا تعقل من ذوات الأربع!!.


هل يمكن ان تتحول العلاقة مع الحيوان الى حب و غرام
لم تكن تلك المرة الأولى التي اسمع فيها عن العلاقة الجنسية بين الإنسان و الحيوان و لكنها كانت المرة الأولى التي يحدثني فيها شخص مارس تلك العلاقة بنفسه , و رغم أني استبشعت الأمر كثيرا حينذاك , إلا إني اليوم لا أجده امرأ عجيبا البتة , فبمرور الزمان فهمت أن الرغبة الجنسية هي غريزة مسيطرة و موجهة لسلوك الإنسان تستحوذ عليه أحيانا فتدفعه إلى مصاف البهائم , و علمت كذلك بأن هناك جوانب مسكوت عنها في الحياة الجنسية ومحرمات (Taboo ) لا يجوز الحديث عنها , لكن تجاهلها لا يعني أنها لا تحدث , فهي تحدث كل يوم و حدثت منذ الأزل و لكن الناس لا يحبذون ذكرها خجلا أو خوفا أو استبشاعا لها , مثل زنا المحارم و ممارسة الجنس مع جثث الموتى و اغتصاب الأطفال الصغار و السادية و المازوخية .. الخ , و رغم أن اغلبنا لا يحب سماع هذه الأمور و يستهجنها لكن علينا أن نتذكر بأننا لسنا ملائكة , فاغلب الناس تراودهم أفكار شاذة غريبة في بعض الأحيان , لكن الجيد في الأمر هو أن معظم الناس يبقون تلك الأفكار في حيز الخيال و القليل منهم فقط هم من يحولونها إلى فعل و عمل.


ما بين الأساطير و التاريخ


ما يسمى الاله الفرعوني انوبيس كان لديه رأس ابن اوى و الوحش مينوتور له جسم انسان و رأس ثور


في جميع الحضارات القديمة كان هناك آلهة و مخلوقات خارقة تجتمع في أجسادها صفات البشر و الحيوان. في مصر الفرعونية مثلا كان آله الشمس رع يتخذ شكل إنسان برأس صقر في حين كان اله الحكمة تحوت يتجسد في صورة رجل برأس طائر أبو منجل أما اله الموتى و الحياة الآخرة أنوبيس فقد كان له رأس ابن أوى , و إضافة إلى هذه الآلهة فقد زخرت مصر الفرعونية بالعديد من الأرباب و الوحوش الخرافية الهجينة الصفات , لعل أشهرها في هذا المجال هو تمثال أبو الهول. و لم تقتصر هذه الوحوش على الحضارة الفرعونية بل عرفتها جميع الأمم القديمة , و تنوعت أشكالها و صفاتها , مثل الثيران المجنحة الآشورية و الحوريات و القنطور .. الخ , و هذه المخلوقات العجيبة كان بعضها من صنع الإلهة في حين كان بعضها الأخر هو نتاج لعلاقة جنسية آثمة بين البشر و الحيوانات , فالمينوتور مثلا , هو وحش خرافي إغريقي جسدته الأساطير القديمة على شكل إنسان برأس ثور , و هو كما تخبرنا الأسطورة نتاج لعلاقة جنسية بين ملكة كريت و ثور ابيض جميل أرسله الإله بوسيدون كهدية إلى زوجها الملك مينوس لكي يضحي به.


و بعيدا عن الأساطير القديمة فأن العلاقة الجنسية بين الإنسان و الحيوان لم تكن محض خرافة , بل كانت تمارس أحيانا ضمن طقوس و شعائر دينية و سحرية , فعلى سبيل المثال ذكر عدد من المؤرخين الإغريق و الرومان بأن بعض الكاهنات الفرعونيات كن يمارسن الجنس مع الجدي المقدس (ذكر الماعز الذي يربى في المعبد) , و إن هذه الممارسة كان لها بعد ديني و أحيانا كانت تمارس بشكل علني. و يبدو إن هذه الممارسة كانت معروفة و متفشية في جميع الحضارات القديمة لذلك ورد ذكرها و تحريمها صراحة في التوراة و العهد القديم.
في أوربا , هناك نقش حجري في شمال ايطاليا ‏ يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد تحتوي إحدى نقوشه على صورة لرجل يمارس الجنس مع حمار , و في السويد عثر علماء الآثار في بعض المقابر التي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد على نقوش تصور ممارسات جنسية بين الإنسان و الحيوان. أما الإغريق فقد أشارت بعض مصادرهم صراحة إلى ميل بعض نسائهم لممارسة الجنس مع ذكر الوعل و كيف كن يفضلنه على الرجال! , أما الرجال أنفسهم فكانوا يفضلون أنثى الماعز!. 
و لم يخلو العهد الروماني من ممارسات جنسية غريبة ذكرها بعض المؤرخون في كتبهم , إحداها هي قيام بعض النسوة بوضع أفاعي صغيرة في فروجهن من اجل اللذة الجنسية و كذلك من اجل تبريد الجسم في فصل الصيف الحار!!. أما داخل حلبة الموت الرومانية فقد اتخذ الجنس مع الحيوان طابعا ملحميا , فقد ذكر المؤرخون بأن الرومان كانوا لديهم طريقة خاصة لتدريب بعض الحيوانات الوحشية على ممارسة الجنس مع النساء و الرجال , و كانوا يستعملون هذه الحيوانات أثناء عروض الموت التي كانت تتمتع بشعبية كبيرة , فكانوا يطلقونها على النساء اللواتي يضحى بهن داخل الحلبة فيقوم الحيوان باغتصابهن في ممارسة جنسية كاملة , و كانت المرأة الضحية غالبا ما تترك بعد اغتصابها لكي يقتلها الحيوان , و هذه الممارسة الهمجية كانت من أكثر العروض شعبية و إثارة للحماس لدى الجمهور الروماني. 



أما في الهند فهناك نقش نافر مشهور على جدار احد المعابد الهندوسية يجسد رجلا هنديا يمارس الجنس بشكل علني مع حصان في حين تقف إلى جانبه امرأة و هي تغطي وجهها بيدها تعبيرا عن اشمئزازها.
العرب أيضا عرفوا ممارسة الجنس مع حيوانات مثل النوق و الخيول , و قد وردت أحاديث نبوية شريفة في تحريم و تجريم هذا الأمر , و الطريف أن بعض الناس في العراق و دول الخليج لازالوا يصفون المرأة الممتلئة الجميلة بـ "ناكه" أي ناقة!.
الخلاصة التي نستقيها من هذه النبذة التاريخية المختصرة هي أن الجنس بين الإنسان و الحيوان لم يقتصر على امة أو قومية معينة بل عرفته جميع الشعوب و الأمم بدون استثناء , من أقصى اليابان و حتى مراعي قبائل الهنود الحمر في أمريكا الشمالية.



البهيمية (Zoophilia ) ما هي و على ماذا تطلق ؟


هي كلمة إغريقية معناها "حب الحيوان" , و أول من استخدم هذا المصطلح هو العالم كرافت ايبنك عام 1886 , و قد أطلق هذا المصطلح تحديدا على كل ما يختص بمجال العلاقات الجنسية بين الإنسان و الحيوان , سواء كانت علاقة جنسية كاملة أي الإيلاج و القذف أو مجرد المداعبة و اللمس مثل مداعبة الإنسان لأعضاء الحيوان التناسلية أو قيامه بالاستمناء على جسد الحيوان , و يبدو أن مجال هذا المصطلح مطاط , فهناك باحثون يستثنون أو يضيفون بعض الأمور إليه , فبعضهم مثلا يعتبر مجرد اشتهاء الإنسان للحيوان جنسيا هو من ضمن البهيمية حتى لو لم يترافق هذا التشهي بفعل جنسي , و منهم من يستثني العلاقة الجنسية المصحوبة بالعنف , أي السادية , و التي تكون الغاية الأساسية منها هي إلحاق الأذى بالحيوان. كما أن اغلب الباحثين يتفقون على استثناء العلاقة العاطفية التي تنشا بين الإنسان و حيوانه الأليف و التي تصل أحيانا إلى مستوى عالي من التعلق و الحب لكنها لا تتضمن أي ممارسات جنسية.
و البهيمية كذلك تتناول و تبحث في اثر الممارسة الجنسية على سلوك الإنسان و الحيوان أيضا , مثلا هل يمكن للحيوان أن يستمتع بممارسة الجنس مع الإنسان ! , فهناك العديد من الرجال و النساء ممن مارسوا البهيمية يزعمون أن شريكهم الحيواني يستمتع بالجنس معهم و أحيانا هو الذي يبادر إليه , فالكلب على سبيل المثال يمكن تدريبه ليمارس الجنس مع الإنسان , و هناك العديد من الرجال أو النساء ممن كتبوا عن تجاربهم الجنسية مع كلابهم. لكن اغلب الباحثين يجادلون بأنه , و بغض النظر عن مدى استمتاع و اعتياد الحيوان على ممارسة الجنس مع البشر , فهو في الحقيقية لم يتعلم إلا ما قام الإنسان بتدريبه عليه , أي أن الحيوان لا يملك القدرة على الاختيار و ليس له حق الرفض و الامتناع , بل و لا يمكن أبدا معرفة ما إذا كان حقا يستمتع بالأمر حتى و لو بدا انه يفعل.


هل علاقة الانسان بالحيوان دائما بريئة ؟


لا يعرف على وجه الدقة مدى انتشار البهيمية , فهناك إحصائيات قليلة و على نطاق ضيق في هذا المجال , إحدى أقدم هذه الإحصائيات أجريت في الولايات المتحدة في أربعينيات القرن المنصرم و توصلت إلى أن حوالي 8% من الرجال و 4% من النساء مارسوا , لمرة واحدة على الأقل في حياتهم , علاقة جنسية كاملة أو جزئية مع حيوان , و هذه النسبة يتركز معظمها (40 – 50%) في المزارع و الأرياف. 
لكن إحصائية أخرى أجريت في ثمانينيات القرن المنصرم أظهرت تراجع هذه النسب بمقدار النصف تقريبا , و السبب في ذلك يعود بنظر الباحثين إلى تقلص حجم الحياة الزراعية في أمريكا و تحول معظم البلدات الريفية إلى مراكز حضرية و بالتالي فأن احتكاك الإنسان مع الحيوان انخفض بنسبة كبيرة , لكن تقلص هذه النسبة لا تعني تقلص الرغبة أو الشهوة , إذ انحصرت البهيمية في العصر الحديث بالحيوانات المنزلية الأليفة و على الأخص الكلاب , ولكن لأن البهيمية ممنوعة قانونيا , و قد تصل عقوبتها إلى السجن في بعض البلدان , فمن غير الممكن معرفة نسبة انتشارها الحقيقية في المجتمع لأن الناس يتخوفون من التحدث عنها بحرية , أما خجلا أو خوفا من الفضيحة و العقوبة.



يعتبر الانترنت اليوم من أهم الوسائل التي يمكن من خلالها الحصول على مؤشرات حول انتشار هذه الظاهرة , حيث أن هناك منتديات و مواقع معينة يلتقي فيها الأشخاص المولعون بممارسة الجنس مع الحيوانات , غالبا تحت أسماء مستعارة , ليتبادلوا القصص و الخبرات. إما في العالم النامي حيث لازال عدد كبير من أبناء المجتمع يشتغلون بالزراعة فمن الصعب جدا معرفة مدى انتشار البهيمية لأن الحديث عنها يقتصر أحيانا على همسات و ضحكات خافتة يتبادلها المراهقون من أبناء الريف فيما بينهم , و رغم استهجان الناس لهذه العلاقة فأن درجة التحريم أو التابو حولها تكون اقل بنظر الناس , الريفيين الشرقيين تحديدا , من العلاقة الجنسية المحرمة بين الرجال و النساء التي قد تصل عقوبتها إلى التعنيف الشديد و في أحيان كثيرة إلى القتل , في حين إن العلاقة الجنسية مع الحيوان قد لا تعني بالنسبة للكثيرين سوى حادثة تستحق الضحك و السخرية و قد يصبح الأشخاص الذين شوهدوا أثناء ممارستهم لهذه العلاقة الشاذة محلا للتندر لما تبقى من عمرهم.

هناك بعض الباحثين يعتبرون البهيمية حالة مرضية نفسية تتطلب العلاج , و هناك أيضا من يعزوها إلى الكبت و العوز الجنسي , و قد يفسر الكبت جزئيا سبب انتشار الظاهرة في بلداننا العربية حيث يفرض المجتمع المحافظ قيودا شديدة على العلاقة بين الرجال و النساء لكنه لا يفسر لنا سبب انتشار و تفشي هذه الظاهرة في المجتمعات الغربية , و لذلك فأن معظم الباحثين في مجال البهيمية يعتقدون بأنها لا تتعلق بالكبت الجنسي فقط و لكن هناك أسباب مختلفة أخرى قد تدفع الإنسان لممارستها , مثل حب التغيير و تجربة و اكتشاف شيء جديد. و هناك من الناس من يفضل الحيوان كشريك جنسي لأنه لا يتذمر و لا ينتقد و لا يفشي الأسرار و هو وفي و مطيع و هذه الصفات غالبا ما لا تتوفر في الشريك البشري.

البهيمية تهتم أيضا بالمخاطر الصحية التي يمكن أن تنشأ نتيجة الممارسة الجنسية بين الإنسان و الحيوان , و هذه المخاطر قد تنشأ أحيانا بسبب سلوك الحيوان عند ممارسة الجنس و التي تختلف عن السلوك البشري و تتسم أحيانا بحركات عنيفة كالعض أو الخربشة , فالحيوانات عادة ما تستعمل مخالبها الحادة و أحيانا أنيابها لتثبيت أو مداعبة شريكها الجنسي و هذا سلوك خطير جدا بالنسبة للبشر و يمكن أن يؤدي إلى جروح خطيرة. إضافة إلى ذلك فأن تركيب الأعضاء التناسلية للحيوان تختلف عن تلك المتعلقة بالإنسان لذلك قد تؤدي الممارسة الجنسية المتهورة إلى جروح خطيرة و أحيانا إلى نزيف مميت , و هناك حوادث عديدة حول العالم في هذا المجال , بعضها كان مميتا , خصوصا عند الممارسة مع الحيوانات الكبيرة مثل الخيول , و هناك حوادث مماثلة مع الكلاب لأن عضوها الذكري يمكن أن يؤدي إلى جروح خطيرة في مهبل المرأة عند عدم اتخاذ الحيطة و الحذر أثناء الممارسة. 

و بالإضافة إلى مخاطر العنف الجسدي فأن الاتصال البشري مع جسم الحيوان يمكن أن يؤدي إلى انتقال العديد من الأمراض الخطيرة , فمثلا السائل المنوي للحيوانات يمكن أن يكون ناقلا مميتا لأنواع من الفيروسات و البكتريا التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض خطيرة.



رأي الدين و القانون في البهيمية


جميع الأديان السماوية تحرم البهيمية و تعتبرها من الأمور الشنيعة الآثمة التي يجب على المؤمنين عدم اقترافها. فهي محرمة في اليهودية و المسيحية حيث وردت إشارة صريحة إلى البهيمية في العهد القديم من الكتاب المقدس اعتبرت الممارسة من الأمور الفظيعة و المنجسة التي تستحق القتل كما ورد في سفر اللاويين : 
‏(23:18) : وَلا تَجْعَلْ مَعَ بَهِيمَةٍ مَضْجَعَكَ فَتَتَنَجَّسَ بِهَا. وَلا تَقِفِ ‎ ‎امْرَاةٌ امَامَ بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا. انَّهُ فَاحِشَةٌ.
‏(15:20) : وَاذَا جَعَلَ رَجُلٌ مَضْجَعَهُ مَعَ بَهِيمَةٍ فَانَّهُ يُقْتَلُ وَالْبَهِيمَةُ ‎ ‎تُمِيتُونَهَا ‎. 
(16:20) : ‎وَاذَا اقْتَرَبَتِ امْرَاةٌ الَى بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا ‎ ‎تُمِيتُ الْمَرْاةَ وَالْبَهِيمَةَ. انَّهُمَا يُقْتَلانِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا ‎.‎ ‏

أما في الإسلام فلا توجد آيات صريحة في القرآن الكريم تتطرق إلى موضوع البهيمية لكن المسلمون عموما و على اختلاف مذاهبهم و مدارسهم يتفقون على تحريم و استبشاع هذا الأمر و يستدلون في التحريم على بعض الأحاديث النبوية الشريفة و كذلك إلى بعض الاجتهادات الفقهية لأئمة المذاهب الإسلامية.
في الهند , تحرم بعض المدارس الهندوسية البهيمية و قد يتعرض من يمارس هذا الأمر إلى عقوبة شديدة خصوصا في حالة تدنيس الأبقار المقدسة.
البوذية أيضا تحرم البهيمية و تعتبرها من الأمور التي تجلب الأذى للنفس و للآخرين مثلها مثل الزنا و القتل و الاغتصاب.
إضافة إلى تحريم الأديان , فقوانين بعض دول العالم المتحضر تعتبر البهيمية جريمة قد تصل عقوبتها إلى السجن , كما في قوانين كندا و هولندا و استراليا و نيوزلندا و كذلك في معظم الولايات الأمريكية , و هناك دول لا توجد إشارة صريحة إلى البهيمية في قوانينها لكنها تمنعها و تعاقب عليها باعتبارها من جرائم انتهاك حقوق الحيوانات و إيذائها. و الطريف أن هناك دول لديها قوانين قديمة تمنع أن يعيش الرجل العازب أو الوحيد مع حيوان أنثى , ففي البيرو مثلا يحظر على الرجل العازب امتلاك أنثى الالبكا (حيوان يشبه اللاما) في منزله.

إن منع و حظر البهيمية في القوانين يقترن بالدرجة الأولى بمدى التزام الدولة بحقوق الحيوان الرئيسية و مدى نشاط الجماعات المدافعة عن تلك الحقوق فوق أراضيها , لذلك فأن أغلب الدول الغربية تحظر البهيمية و تعتبرها جريمة تستحق العقوبة أما في الدول العربية فيعتبر الحديث عن حقوق الحيوان من الأمور الطريفة و الموجبة للسخرية حيث إن حقوق البشر أنفسهم لازالت تنتهك باستمرار , فما بالك بحقوق الحيوان !.


هل يمكن للبهيمية أن تؤدي إلى ولادة مخلوقات هجينة ؟


أن عرفنا أن الجنس بين الإنسان و الحيوان ممكن و مارسه الإنسان منذ القدم , ربما يتبادر إلى أذهان الكثيرين منا سؤال محير عن إمكانية أن تكون المخلوقات الخرافية الهجينة التي ذكرتها الأساطير القديمة حقيقية و احتمال أن يكون لها وجود في الأيام الغابرة ؟ فهل يمكن للعلاقة الجنسية بين الإنسان و الحيوان أن تؤدي إلى ولادة مخلوق هجين يحمل صفات أبويه معا ؟. و للإجابة على هذا السؤال نحن بحاجة أولا إلى معرفة معنى الهجين (Hybrid ) و كيفية توالد الهجن بين الفصائل الحيوانية المختلفة.
بصورة عامة يمكن تعريف الهجين على انه الذرية الناتجة عن تزاوج الحيوانات أو النباتات التي تنتمي إلى أصناف أو سلالات أو عوائل مختلفة ضمن التصنيف العام للكائنات الحية , و هذا التزاوج المختلط يمكن أن يحدث عفويا في الطبيعة كما يمكن أن يكون من تدبير الإنسان لغرض انتخاب و تأصيل صفات أفضل في الحيوانات أو النباتات التي يقوم بتهجينها.
بصورة عامة يمكن إنتاج مخلوقات هجينة في نطاق الحالات التالية :
- ممكن أن يحدث بين سلالتين مختلفتين (Subspecies ) كما في حالة تزاوج النمر السيبيري مع النمر البنغالي.
- يمكن أن يحدث نتيجة تزاوج نوعين مختلفين (Species ) ضمن الجنس الواحد (Genus ) مثال على ذلك تزاوج النمر مع الأسد.
- يمكن أن يحدث , في حالات نادرة , بين جنسين مختلفين (Genera ) مثال على ذلك الخروف و الماعز (غالبا ما يولد ميتا).
- يمكن أن يحدث , لكن بصورة نادرة جدا , نتيجة التزاوج بين عائلتين مختلفتين (Family ).
و باستثناء الحالات أعلاه فأنه من غير المعروف أبدا و ربما من المستحيل ولادة هجين في الظروف الطبيعية ينتمي إلى رتبتين مختلفتين (Order ) , أو إلى تصنيف أعلى من الرتبة , و عليه فمن المستحيل مثلا ولادة مخلوق هجين نتيجة للعلاقة الجنسية بين الإنسان و الكلب لأنهما ينتميان إلى رتبتين مختلفتين و كذلك لاختلاف عدد الكروموسومات (الصبغة الجينية) التي يحملها كل منهما , فالإنسان لديه 46 كروموسوما في حين إن الكلب لديه 78 كروموسوم.

لكن إذا كان الأمر له علاقة بالكروموسومات فهل يمكن إنتاج هجين , في الظروف الطبيعية , بين الإنسان الذي يملك (46) كروموسوما في خلاياه و بين الأرنب (44) او الفأر (42) , و الجواب هو كلا بالطبع لأنهم ينتمون إلى رتب مختلفة , لكن يمكن توليد هجين من تزاوج الحمار (62) مع الحصان (64) , لأنهما من نفس الجنس و الرتبة , و المولود سيكون بغلا و يمتلك 63 كروموسوما و لذلك سيكون عقيما. 
هناك حالة واحدة فقط يفترض نظريا أنها يمكن أن تؤدي إلى الحصول على مخلوق هجين في الظروف الطبيعية , و هذه الحالة هي تزاوج الإنسان مع الشمبانزي , فكليهما ينتميان إلى عائلة القردة الكبار (Great apes ) و هما متقاربان من حيث عدد الكروموسومات و يمتلكان نفس الخريطة الوراثية , و هناك العديد من القصص عبر التاريخ تتحدث عن ولادة هكذا هجين , فمثلا ذكر احد مؤرخي القرن الحادي عشر في أوربا قصة عن احد النبلاء الذي ارتبط بعلاقة جنسية مع قردة كانت لديه و إن هذه القردة أصابتها غيرة شديدة عندما رأته في احد الأيام نائما في أحضان زوجته فقامت بقتله , و زعم المؤرخ الأوربي بأن القردة أنجبت فيما بعد مخلوقا هجينا و انه رآه بنفسه. طبعا لا يوجد أي دليل يوثق صحة هذه الرواية و لكننا ذكرناها كمثال على إيمان الناس في العصور الوسطى بإمكانية ممارسة الجنس مع القدرة و الإنجاب من هذه العلاقة , فعلماء الحيوان العرب في العصور الوسطى حذروا النساء في كتبهم من كشف أجسادهن أو عوراتهن أمام ذكور القردة لأنها بزعمهم تشتهي نساء البشرجنسيا. 
في العصر الحديث , خاصة في مطلع القرن المنصرم , قام عدد من العلماء السوفيت و الأوربيين بمحاولة تخصيب إناث الشمبانزي بالسائل المنوي البشري كما حاولوا تخصيب بعض النساء المتطوعات بالسائل المنوي للشمبانزي , لكن في كلتا الحالتين كان الفشل حليفهما و لم تحدث أي حالة حمل.

هناك حالة واحدة في العالم لشمبانزي اسمه اوليفر يشك العلماء في كونه هجينا بسبب شكله الغريب و سلوكه و طريقة مشيه الشبيهة بالإنسان لكن الفحص المختبري على حمضه النووي عام 1990 اثبت انه شمبانزي عادي , و مع ذلك لازال هناك الكثير من الجدل و اللغط حوله إذ ان البعض يشكك في مصداقية نتائج فحص الحمض النووي و مازال العديد من الناس يؤمنون بأنه هجين حقيقي بين الإنسان و الشمبانزي.
أن الحكمة في اختلاف عدد الكروسومات بين الكائنات الحية هي لعدم تداخل الأجناس فيما بينها , لذلك فأن المواليد الهجينة بين الأجناس و الأنواع المختلفة تكون نادرة الولادة و غالبا ما تكون عقيمة. كما إن تقارب عدد كروموسومات الفأر و الأرنب و القرد مع الإنسان جعلها الأكثر استعمالا في المختبرات الطبية لأجراء التجارب عليها و ذلك لأنها الأقرب إليه جينيا , لكن العلماء اليوم يفكرون في إنتاج هجين تحت ظروف المختبر يمكن أن يستخدموه في تجاربهم لأحداث ثورة في عالم الطب و الصحة.



الباراهيومن (Parahuman ) .. علم ما وراء الإنسان


منذ عدة عقود و العلماء يقومون بتجارب جينية لغرض توليد حيوانات هجينة تحمل بعض صفات و خصائص الإنسان و ذلك من اجل الاستفادة منها في أبحاثهم العلمية و الطبية , فمثلا عن طريق إنتاج هجائن حيوانية تمتلك قلب أو رئة أو كلية بشرية سيتم إنقاذ ملايين الأرواح التي تزهق سنويا حول العالم بسبب عدم توفر أعضاء بديلة , كما إن وجود مثل هكذا هجائن سيساعد العلماء في التعمق في دراسة و معرفة الوظائف المختلفة لأعضاء جسم الإنسان و بالتالي سيمكنهم من إنتاج عقارات لمعالجة الكثير من الإمراض المستعصية , فمثلا يمكن تطوير و دفع الأبحاث الرامية لعلاج مرض الايدز عن طريق توليد فئران تملك جهاز مناعة شبيه بجهاز مناعة الإنسان. و على نفس المنوال يمكن إيجاد علاج لأمراض مثل السكري وداء الشلل الرعاش والزهايمر (خرف الشيخوخة).
رغم كل الأهداف النبيلة انفة الذكر فأن أبحاث العلماء في مجال ما وراء الإنسان تواجه معارضة شديدة من قبل رجال الدين و السياسيين و حتى من قبل بعض العلماء و الأكاديميين , فهناك العديد من الأسئلة الأخلاقية التي تثور حول هذا الموضوع الذي يرى فيه الكثيرون امتهانا للكرامة البشرية , فمثلا ماذا سيكون مصير المخلوقات الهجينة في حال تم توليدها فعلا و كيف سيتم التعامل معها ؟ و هل ستعامل كبشر أم ستصنف ضمن نوع جديد ؟ هل تمنح حق الإنجاب و التكاثر و هل ستتفهم الأسباب التي دفعت البشر إلى تركيبها بهذا الشكل المشوه ؟ و كيف سيتصرف الإنسان إذا خرجت هذه المخلوقات الهجينة عن سيطرته ؟.
بل ان الجدل حول هذا الموضوع لا يطال فقط إنتاج و توليد مخلوقات هجينة كاملة و لكنه يمتد ليشمل أيضا طلب العلماء بالسماح لهم بخلق أجنة مهجنة في المختبرات لأغراض البحث , فمثلا تقدم علماء بجامعتي "نيوكاسل" و"كنجز كوليج" ببريطانيا عام 2006 بطلب تصريح مدته ثلاث سنوات لتخليق أجنة حيوانية - إنسانية، على أن تستخدم الأجنة في أبحاث خلايا المنشأ (الجذعية)، ولن يسمح بنموها لأكثر من 14 يوما، أي لن يتجاوز حجمها رأس القلم، والهدف استخراج خلايا جذعية من الجنين المخلق البالغ من العمر ستة أيام ثم تدميرها. وخلايا المنشأ هي الخلايا غير الناضجة القادرة على التحوّل إلى أي نوع من الأنسجة في الجسم، والتي يأمل العلماء في استخدامها لتصنيع أعضاء بشرية وعلاج بعض الأمراض. و قد جوبه هذا الطلب بمعارضة قوية من مختلف شرائح الرأي العام فاضطرت الحكومة إلى رفضه لكنها عادت و سمحت به عام 2007 خوفا من أن يؤدي الحظر إلى تأخر بريطانيا في هذا المجال البحثي المستقبلي مقارنة بدول مثل الصين و كندا.
رغم إصرار المؤسسات العلمية المختصة في مجال الوراثة و البحوث الجينية على أن بحوثها تقتصر على مجال الأجنة المهجنة فقط إلا أن الكثيرين حول العالم ينظرون بعين الشك إلى هذه الادعاءات , فمن يعلم ماذا تفعل الدول المتقدمة من تجارب لا أخلاقية في مختبراتها السرية , و من يعلم ماذا سيحدث في المستقبل و إلى متى سيتمكن العلماء من ضبط فضولهم اللامتناهي في سبر أغوار هذا المجال العلمي الخطير , و ربما سيأتي يوم تعيش فيه المخلوقات الهجينة معنا على الأرض و تصبح واقعا لا مناص من التعامل معه فلا يصبح عجيبا أن يخرج الإنسان من منزله صباحا ليلقي التحية على جارته التي تمتلك ضرع بقرة و ترعى العشب في الحديقة أو على جاره الذي يمتلك جناحا طائر ينتقل بهما إلى مقر عمله بعيدا عن زحمة السير و المواصلات!!.



المصدر